تأثير شبكات التواصل الإجتماعي على المحتوى الرقمي العربي
بالرغم من أن المحتوى الرقمي العربي لا يلبي جميع إحتياجات مستخدمي الإنترنت، إلا أن أحدث الدراسات تشير إلى أن المحتوى الرقمي العربي سيشهد قفزة في السنوات القادمة. وغالباً ما يعود ذلك إلى الانتشار السريع والمتزايد لشبكات التواصل الاجتماعي في المنطقة العربية، حيث كشف أحدث تقرير تم إصداره من قِبَل كلية دبي للإدارة الحكومية أن اللغة العربية أصبحت اليوم اللغة الأسرع نمواً عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي في المنطقة. كما لعبت أيضاً الهواتف الذكية والتطبيقات المتنقلة دور هام في انتشار المحتوى الرقمي العربي في الشرق الأوسط.
ومن الممكن القول أن عام 2014 شهد طفرة في استخدام الإنترنت في العالم العربي، حيث ارتفع عدد المستخدمين بنسبة 400% ليصل إلى 140 مليون مستخدم بالمقارنة بـ 28 مليون مستخدم فقط في عام 2004. ومن المتوقع أن يصل عدد ناطقي اللغة العربية على الإنترنت إلى 150 مليون مستخدم في عامنا الحالي.
ويستخدم أكثر من 88% من مستخدمي الإنترنت في العالم العربي وسائل الإعلام الاجتماعي بنشاط، ويتواصل أغلبهم على هذه الشبكات باللغة العربية والإنجليزية، حيث تُستخدم اللغة الإنجليزية من قبل 48% من إجمالي مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي، في حين تصل النسبة إلى 45% بالنسبة للعربية. وعلى الرغم من ذلك، تشير توقعات غوغل أن اللغة العربية ستكون اللغة الرابعة الأكثر إستخداماً على المستوى العالمي عبر الإنترنت في عام 2015.
وتعتبر اليمن من أكثر الدول استخداماً للغة العربية على فيسبوك، بنسبة تزيد عن 80%، وتأتي فلسطين في المركز الثاني (75%) وليبيا في المركز الثالث (71%). أما أقل الدول استخداماً للغة العربية على فيسبوك فهي قطر (11%) والإمارات العربية المتحدة (9%) وتونس (4%).
#بالعربي_أحلى
ذكرت مجلة وول ستريت جورنال مؤخراً أن نمو المحتوى الرقمي العربي قفز بنسبة 2.5% خلال العشرة أعوام الماضية. ولتشجيع استخدام اللغة العربية على الإنترنت، تنطلق عدة مبادرات رقمية، مثل إطلاق مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم لمبادرة هاشتاغ #بالعربي، ومبادرة شركة سامسونغ في الشرق الأوسط لمبادرة #بكتب_بالعربي، ومبادرات غوغل تحت عنوان "أيام الإنترنت العربي" بهاشتاغ #بالعربي_أحلى.
وتؤكد هذه المتغيرات على ضرورة العمل على تحسين المحتوى الرقمي العربي، خاصةً أن اللغة العربية يتحدثها أكثر من 422 مليون نسمة في العالم العربي، بالإضافة إلى العديد من المناطق الأخرى المجاورة، كما أنها أيضاً تحتل المركز الرابع ضمن اللغات الرسمية الست في منظمة الأمم المتحدة.
ومع نمو شبكات التواصل الاجتماعي وزيادة تأثيرها على المستخدمين وقراراتهم الخاصة بالشراء والتسوق، ازدادات فرصة المحتوى الرقمي العربي لتعزيز مجال التجارة الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط، ولذلك يجب على الشركات العالمية الاستعانة بشركات التسويق الإلكتروني المتخصصة لتصميم وترجمة المواقع، وتوطينها أيضاً بشكل يُسهل التواصل مع الجمهور المستهدف من الناطقين باللغة العربية.
ومن المتوقع أن يصل حجم مبيعات التجارة الإلكترونية في العالم العربي إلى 15 مليار دولار أمريكي في عام 2015، وفقاً لأحدث تقرير من شركة بيفورت، بوابة المدفوعات الإلكترونية الرائدة في العالم العربي، التي توقعت أيضاً أن ترتفع مبيعات التجارة عبر الهواتف المحمولة إلى 3 مليارات دولار أمريكي في عام 2015، الأمر الذي يعكس الفرص العظيمة التي توفرها هذه القنوات في العالم العربي.
